حضرت في مسجد جماعة إسلامية تدعو إلى السنة؛ فقال الخطيب بعد أن حمد الله وأثنى عليه: خلق الله نور روح سيدنا محمد قبل كل الأرواح. وصحح ذلك بحديث: ((كنت نبيًا وآدم بين الطين والتراب)) ؛ فأي ذلك صحيح؟ أفيدونا.
الجواب:
لم يرد دليل من كتاب ولا سنة صحيحة أن روح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خلقت قبل كل الأرواح، وإنما ورد في الحديث الصحيح: ((أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام))[6].
وأما الحديث الذي استدل به خطيب هذه الجماعة على ما افتراه وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((كنت نبيًا وآدم بين الطين والتراب)) [7] ؛ فهو لا يدل على ذلك قطعًا وإلا لزم أن يكون هناك أمة في ذلك الوقت قد بعث إليها، ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم ينبأ إلا على رأس الأربعين من عمره؛ فالمراد بالحديث والله أعلم: أن الله الذي قدر أن يكون آدم أول البشر، وقدر _ أيضًا _ أن أكون أنا خاتم النبيين وأن قدر الله بذلك موجود ولما يتم خلق الله آدم.
ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الصحيحة: ((كنت عند الله خاتم النبيين وإن آدم عند الله لمنجدل في طينته))[8].
وليس بغريب على هذه الجماعة أن تفتري الكذب على الله وعلى رسوله، فإن أكثر كلامها في شأن النبوة مبالغات وادعاءات يتبرأ منها الله ورسوله.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر أمته من الغلو فيه؛ وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ وإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله))[9].
وقد سُمع بعض خطباء هذه الجماعة يقسم على المنبر أن محمدًا ليس بشرًا؛ ويزعم أن البقعة التي ضمت جسده الشريف أفضل من الكعبة؛ ومن الجنة؛ ومن العرش على الصحيح!!
بل إن مؤسس هذه الجماعة له كتاب سماه (المقامات العليه) ادعى فيه أن الذات المحمدية كانت موجودة في الأزل مع الله قبل وجود الزمان والمكان وقبل العرش والقلم والروح وسائر المخلوقات؛ فنسأل الله أن يُعافينا من شر هذه الوثنية الجائرة بمنه وكرمه.